السبت، 1 ديسمبر 2012

وقالت نملة: بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى



وقالت نملة
:
فى العادة عندما يأتى عادل مع والدة لزيارة عمته ينفرد بنور ابنة عمته ويبتكران ألعابا  ويمضيان وقتا جميلا مع بعضهما البعض. بينما والديهما يتجاذبان أطراف الأحاديث العائلية والسؤال عن باقى الأخوة والأخوات
زار عادل اليوم عمته وسأل عن نور ثم دخل غرفتها سعيدا قائلا :
- ماذا نلعب اليوم.؟
قالت نور:
- الألعاب كثيرة هيا اختار لعبة منها.
قال عادل:
-  نلعب أنا القائد وأنت الشاويش.
قالت نور:
- اشرح لى هذه اللعبة فأنا لا أعرفها.
شرح عادل اللعبة وقال هيا نبدأ.
قالت نور:
- أنا ألعب دور القائد وأنت تلعب دور الشاويش.
قال عادل:
- لا أنا القائد وأنت الشاويش.
قالت نور:
-       ولكني أنا الأكبر والقائد لابد أن يكون الكبير.
-       لا.. أنا الرجل والقائد لابد أن يكون الرجل.
-       قالت نور:
-       من قال هذا..؟ القائد ممكن يكون ذكرا أو أنثى.
قال عادل:
- لابد أن يكون الرجل.
قالت نور :
-       لن ألعب معك إذا صممت على رأيك.
قال عادل:
-       أحسن.. وأنا لن ألعب معك.
وأخذ كل منهما جانبا من الحجرة غاضبا كل مصمم على رأيه.
وبينما عادل غاضب وناظر إلى الأرض رأى سرب من النمل يسير بعضه خلف بعض في نظام وتؤدة.
فأخذ يراقبه ويتسلى بمتابعته، ورأى كيف يحمل الفتفوتة ويعود بها مسافات طويلة ليدخله فى جحره.
ورأى فى كل مرة يسير جميع النمل خلف واحد منها يتبع خطاه بالتمام إذا انحرف يمينا أو يسارا.. يميل باقى السرب نفس الميل.
فقال فى نفسه:
لابد أن الذى يسير فى المقدمة هو الأكثر ذكاء وحكمة حتى يجعل الكل يتبع خطواته.
كانت نور تراقب عادلا من بعيد فلما وجدته مهتما بمتابعة النمل خطرت لها فكرة.. ذهبت حيث يجلس حزينا وقالت:
-       ماذا تفعل يا عادل..؟
-       اتفرج على النمل..
-  وماذا لفت نظرك فيه..؟
-       قال رأيت نظاما عجيبا ودقة متناهية، وكلهم يسيرون خلف قائد واحد.
قالت نور:
-       أتعرف أن هذا القائد أنثى.
-       رفع عادل رأسه مندهشا وقال:
-        هل تعرفين في النمل الذكر من الأنثى.
-       لا.. ولكن الله أخبرنا.
-       بماذا أخبرنا.
قالت نور:
-  كان سيدنا سليمان يعرف كل لغات المخلوقات، وفى يوم كان يسير في الطريق هو وجنودة.. فالنملة القائد قالت لباقى النمل:
-       "ابتعدوا عن طريق سليمان وجنوده حتى لا يدهسكم بقدميه هو وجنوده".
-       ومن أدراك أن القائد نملة أنثى وليس ذكرا.
-       الآية الكريمة.. فى سورة النمل: جاء فيها قول الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18)
- غير واضح أنها أنثى.
-       إذن الآية التالية تقول:
(فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ( 19)

-       صمت عادل قليلا ثم قال:
-       هيا نبدا اللعبة
قالت نور:
-       العب أنت القائد، أنا لا أريد أن أغضبك لأنك فى بيتنا.
قال عادل :
-       بل أنت القائد.. لأنك الأكبر، وحللت لغز النمل.
-       لا بل أنتَ القائد.
-       أنتِ القائد
ولايزال الجدال مستمرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق