اللهم اجعله
خيرا
نام فحلم باجتماع
التجار الكبار للطماطم والخضراوات، فى
الساحة المتهدمة بجوار بيته أضاءوا
الكلوبات، وتحلقوا حولها يتفقون فيما بينهم على كلمة سواء فى أمر سعر الغذاء،
ومصير العبادمنهم والعائش بالكاد وقرروا
الآتى
رفع السعر أربعة أضعاف فقط رحمة بمحدودى
الدخل
على الجانب الآخر من الخرابة المواجهة لبيته
رأى عمال أنابيب البوتاجار كل واحد منهم يتضجع على حجر أضاءوا الفوانيس وأخذوا يتباحثون فى أمر سعر الأسطوانة وضرورة
وضع تسعيرة بحسب الأدوار فلا يتساوى من يسكن الدور الأول بمن يسكن الدور العاشر نظرية الرأفة مع الأدوار الدنيا
فى الصباح بينما كان يحلق ذقنه ويدندن، وسؤال
حائر بداخله
لماذا الموس ثلم وهو جديد ؟ اقتحم أذنه صوت البائع ينادى
مجنونة ياطماطم
قال لنفسه
لم يكن حلما إذاً
كان يرتدى ملابسه ويصفر استعدادا للخروج،
وداخله يتساءل عن سر تهرأ الأساور والياقات رغم قرب عهدها، وحين سمع مناوشات
امرأته مع عامل الأنابيب الذى لم يطق جدل الزبائن فحمل الأسطوانة واستدار بها
عائدا، وهو يرغى ويزبد
زبائن الهم
قال
اللهم اجعله خيرا
نام فحلم أن رؤساء تحرير الصحف يلتفون فى
الساحة المظلمة حيث كان اجتماع تجار الخضراوات والطماطم أضاءوا الشموع، يقرأون بعناية الفاكسات
والمنشورات السرية التى وصلت للتو من الأعلى لتدلهم على التوجه العام للمرحلة
المقبلة وهم يهزون رءوسهم فاهمين،
ويرفعون أذرعهم موافقة
على الجانب الآخر من الخرابة كان رؤساء مجالس
الإدارات أضاءوا الثريات وامسك كل منهم
بكأسه، يترعون متلذذين بنتيجة مباحثاتهم فى أمر الترقيات وضرورة أن تذهب لمستحقيها
وهم المشاغبون،وأصحاب الصوت العالى فلابد
من مكافأة المشاكس حتى لا يقلق الأخرين فينتظم سير العمل
فى الطريق إلى عمله وهو يعانى من كالو أحذية
الجلد الصناعى، توقف عند بائع الصحف يتصفح المانشيتات
دول العدو صارت صديقة، يدفعون بسخاء فى منشآتنا
المستهلكة، نحن أيضا نبيع بسخاء
مساواة فى الميراث بين الذكر والأنثى
سفر الزوجة بدون إذن الزوج
إعادة النظر فى أحاديث أبى هريرة ، وارتفاع
صوت الأذان بالميكرفون
الضرب على يد
الإرهاب بالإرهاب المضاد
قال لنفسه لم يكن حلما إذن و أكمل طريقه
طالعه وجه ساعى
المصلحة فاجأه قائلا
لا تحزن يا بيه لم يرد
اسمك فى كشف الترقيات أكمل الساعى
أصل حضرتك طيب أكثر من اللزوم
قال: اللهم اجعله خيرا
قرر أن يفعل شيئا، فما يحدث ليس حلما لابد من التعبير عن معاناته، لا بد أن يرفض
الغلاء، لا بد أن يرجع حقه فى الترقية، لا بد أن يرفض التدخل فى توجهاته، وتحريض
زوجته، والاعتداء على المبشرين بالجنة
لا بد من تغيير المنكر باليد اقتحم مكتب المسئول قام أحدهم يفصل بين المتعاركين تنحى به جانبا وهمس فى أذنه
«
وأطيعوا أولى الأمر »
ناوله بقبضته فى أنفه قائلا
وأين الله والرسول يا غبى
قال الرجل وهو يمسك بأنفه
اللهم إجعله خيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق